يبدو أن الولايات المتحدة قد تطيح بالصين من صدارة الشركاء التجاريين لألمانيا هذا العام، بعد سنوات من محافظة البلد الآسيوية على هذا الترتيب، لتتولى أميركا بهدوء المركز الأول مع تقدم العام.
وبلغ إجمالي قيمة التبادل التجاري بين ألمانيا والولايات المتحدة 63 مليار يورو (68 مليار دولار) خلال الربع الأول من عام 2024. وفي الوقت نفسه، وصلت التجارة بين ألمانيا والصين إلى أقل بقليل من 60 مليار يورو، وفقاً لحسابات CNBC.
وقال الرئيس العالمي للأبحاث الكلية في ING Research، كارستن برزيسكي، لـ CNBC، إن عدة عوامل لعبت دوراً في هذه الخطوة.
وأضاف: "هذا التحول هو نتيجة لعدة عوامل: النمو القوي في الولايات المتحدة أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات الألمانية ... في الوقت نفسه، أدى الانفصال عن الصين وضعف الطلب المحلي في الصين وقدرتها على إنتاج السلع التي كانت تستوردها سابقاً من ألمانيا (السيارات بشكل أساسي) إلى انخفاض الصادرات الألمانية إلى الصين".
اقرأ أيضاً: أسعار المستهلكين في الصين تواصل الارتفاع لثالث شهر على التوالي
كانت الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا لسنوات، لكن الفجوة بين الصين والولايات المتحدة ضاقت في السنوات الأخيرة. وقال كبير الاقتصاديين في بنك Berenberg، هولغر شميدينغ، لشبكة CNBC، إن الولايات المتحدة كانت منذ فترة طويلة سوقاً أكبر للصادرات الألمانية من الصين.
وأشار إلى أنه في حين أن حصة الولايات المتحدة من الصادرات الألمانية تزايدت في السنوات الأخيرة، فإن حصة الصين آخذة في التناقص. وقال شميدينغ: "إن الاقتصاد الصيني متعثر والشركات الألمانية تواجه منافسة أشد من الشركات الصينية المدعومة".
وذكر أن الاختلاف الرئيسي هو أن الولايات المتحدة أصبحت الآن أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بالواردات.
وتنتهج ألمانيا استراتيجية جديدة تجاه الصين، حيث حثت الشركات على "إزالة المخاطر" من الصين العام الماضي. وشددت الحكومة الصينية على أن الصين ستظل شريكة لألمانيا، ولا ينبغي أن يكون هناك "فك ارتباط" ــ لكن "التنافس النظامي" أصبح يميز العلاقة بين الاثنين على نحو متزايد.
كما تزايدت التوترات بين الاتحاد الأوروبي والصين، حيث أطلق كل منهما تحقيقات في الممارسات التجارية لبعضهما البعض، وهددا بفرض رسوم جمركية على الواردات.
في الشهر الماضي، وجد استطلاع أجراه معهد إيفو الاقتصادي الألماني أن عدد الشركات التي تقول إنها تعتمد على الصين انخفض من 46% في فبراير/ شباط 2022 إلى 37% في فبراير/ شباط 2024. وقال التقرير إن هذا التراجع مرتبط بانخفاض عدد الشركات التي تعتمد على مدخلات الشركات الصينية.
وقال برزيسكي: "حقيقة أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر شريك تجاري لألمانيا توضح بالفعل أنماط التجارة المتغيرة والانفصال التدريجي عن الصين".