افتتح سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات مؤتمر ومعرض "نقل مستدام وإرث للأجيال"، الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وبتنظيم من وزارة المواصلات على مدى يومي 17 و18 سبتمبر الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
حضر حفل الافتتاح سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية وقائد قوة لخويا وسعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، وسعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، وسعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وسعادة السيد محمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من مسؤولي الدولة ومنظومة قطاع النقل والمواصلات.
البنية التحتية
وفي كلمته الافتتاحية، أكد سعادة وزير المواصلات أن استثمار دولة قطر في تطوير مشاريع البنية التحتية والخدمات المساندة لقطاع النقل والمواصلات جاءت تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وأثمرت عن امتلاك دولة قطر اليوم لمنظومة نقل متكاملة ومترابطة ومستدامة وضعتها بمكانة رائدة على خارطة قطاع النقل، ومكنتها من استضافة كبرى الفعاليات بكل كفاءة.
وعلى صعيد تحول حافلات النقل العام إلى كهربائية، قال سعادة وزير الموصلات إن نسبة تشغيل الحافلات الكهربائية وصلت خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى ما يقارب 70%، مع سير الخطى بوقع ثابت لتحول منظومة حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية بنسبة 100% بحلول عام 2030، تماشياً مع أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي وتحقيقاً لركائز رؤية قطر الوطنية 2030.
ولدعم الابتكار ومواكبة التطور العالمي في قطاع النقل، أعلن سعادة وزير المواصلات خلال كلمته عن إطلاق استراتيجية المركبات ذاتية القيادة، والتي تشمل تنفيذ خطة خلال الأعوام الخمس المقبلة لتنظيم شروط وأحكام استخداماتها داخل دولة قطر بهدف توفير وسائل ونظم نقل ذكية صديقة للبيئة. وكشف عن قيام الوزارة حالياً بدراسة المعايير والمواصفات والمقاييس الفنية للسيارات الكهربائية بالتعاون مع الجهات المعنية، بغرض وضع واعتماد الحد الأدنى من المواصفات الفنية ومعايير السلامة لهذا النوع من المركبات، وإنشاء مركز متخصص لفحص واختبار مدى تطابق مواصفات هذه السيارات، وإصدار شهادات الاعتماد الخاصة بها.
القطاع البحري
وعلى صعيد القطاع البحري، بيّن سعادته أن البنية التحتية المتطوّرة والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة بميناء حمد أسهمت في تحويله إلى ميناء محوري إقليمي لإعادة التصدير وإدارة شحنات المسافنة، حيث يتميز بشبكة نقل متنامية تربطه مع أكثر من 100 ميناء حول العالم.
وتطرق سعادته إلى الدور الرئيسي الذي يواصل ميناء الرويس لعبه في تنشيط التبادل التجاري الإقليمي بعد التحسينات الجوهرية وإنشاء الأرصفة البحرية الجديدة التي شهدها، وأن سير العمل على قدم وساق لإنجاز أعمال المرحلة الثالثة من الخطة التطويرية الخاصة به، التي تشتمل على تعميق وتوسيع القناة الملاحية والحوض البحري لرفع إمكانياته بما يواكب النمو في حركة السفن وعمليات التصدير والاستيراد.
كما أشار سعادته إلى أهمية عمليات التطوير التي قامت بها وزارة المواصلات لميناء الدوحة ومساهمتها في دعم خطط وعوائد القطاع السياحي في الدولة من خلال الرحلات البحرية عبر السفن العملاقة. وأكد سعادته أن قطاع النقل البحري يواصل تعزيز استثماراته الخارجية عبر شركة كيوتيرمنلز من خلال تواجدها في عدد من الموانئ العالمية ومستقبلاً في هولندا.
الطيران المدني
أما على صعيد تطور قطاع الطيران المدني، أوضح سعادته أن الجهود الكبيرة التي بُذلت لتنميته من خلال بناء وتطوير منظومة حديثة معززة بخدمات عصرية متقدمة ظهرت نتائجها جلية خلال العمليات التشغيلية لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، حيث سجلت حركة الطائرات في كل من مطاري حمد والدوحة الدوليين أكثر من 26,500 حركة جوية. كما تم تشغيل رادار المدى البعيد ورادار المدى المتوسط اللذيْن يدعمان إدارة دولة قطر الكاملة لإقليم الدوحة لمعلومات الطيران الذي يعد علامة فارقة في إدارة الأجواء.
كما تناول التطور الكبير الذي شهده مجال الأرصاد الجوية، مع وصول عدد محطات الرصد الجوي إلى 48 محطة حديثة ساهمت في تحسين وتعزيز جودة خدمات الأرصاد الجوية في عمليات الملاحة الجوية والبحرية، فضلاً عن اعتماد المركز البحري المزود الرئيسي للتنبؤات الجوية للسفن التجارية.
وقال سعادة وزير المواصلات إن عدد اتفاقيات النقل الجوية التي تم إبرامها مع باقي الدول وصل إلى 175 اتفاقية، تتيح للناقل الوطني فرصاً أكبر لتوسيع شبكة وجهاته العالمية، والتي تشمل حالياً أكثر من 160 وجهة عالمية عبر مطار حمد الدولي، الذي يحتضن اليوم 40 شركة طيران عالمية، مع انضمام 3 شركات أخرى لها في المستقبل القريب.
وأضاف سعادته: أن الانجاز لن يقف التطوير عند هذا الحد وإنما استشرفنا المستقبل من خلال وضع خطط مستدامة للنقل وتدشينها إلى عام 2050 مع الشركاء الاستراتيجيين.
منظومة النقل
وفي ختام كلمته الافتتاحية، أكد سعادته على مواصلة بذل كل الجهود لتطوير منظومة النقل والمواصلات، لدعم جميع القطاعات وتحفيز التجارة، وتسهيل التنقل، ونقل البضائع، وتحسين جودة الحياة لكل من يعيش على أرض دولة قطر وترك إرثٍ للأجيال المقبلة.
وعقب ذلك، اصطحب سعادة وزير المواصلات أصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين في جولة في المعرض، اطلعوا خلالها على أحدث التوجهات والابتكارات التكنولوجية التي تقدمها الجهات العارضة في مجال النقل المستدام. كما شهد سعادته توقيع عدد من الاتفاقيات التي أعلنتها الجهات المشاركة في الحدث.
وتجدر الإشارة إلى أن قائمة رعاة مؤتمر ومعرض "نقل مستدام وإرث للأجيال" تضم 13 جهة، من بينها في فئة الرعاية الاستراتيجية كل من مجموعة الخطوط الجوية القطرية وشركة مواني قطر وبنك قطر الوطني (QNB) وشركة إيكو ترانزيت لحلول النقل والمواصلات. فيما قدمت شركة سكك الحديد القطرية (الريل) ومجموعة كيوتيرمنلز الرعاية البلاتينية للحدث، وشركة ليوناردو قطر وشركة مواصلات (كروة) الرعاية الذهبية، بينما ساهمت مجموعة فيوجن القابضة في الرعاية الفضية، وقدمت كل من شركة الملاحة القطرية (ملاحة) وشركة آل عبد الغني موتورز وشركة GBM وشركة الفردان للسيارات الرعاية البرونزية للحدث.
=================
خبراء يؤكدون أهمية التحول للنقل الكهربائي والمستدام
استعرض خبراء ومسؤولون بقطاع النقل أبرز التحديات والإنجازات التي حققها قطاع النقل خلال الفترة الماضية، مشيرين إلى المشاريع والاستراتيجيات التي سيتم تقديمها خلال المراحل المقبلة، فضلا عن الحديث بمواضيع عدة أبرزها آلية التحول للنقل الكهربائي والمستدام، ودور القطاع الخاص بالمساهمة الفاعلة في تطوير منظومة النقل والمواصلات.
جاء ذلك خلال الجلسات النقاشية الثلاث التي أقيمت على هامش اليوم الأول من مؤتمر ومعرض /نقل مستدام وإرث للأجيال/، بمشاركة مسؤولين من وزارة المواصلات والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، ومشيرب العقارية وشركة مواصلات "كروة" وشركة سكك الحديد القطرية (الريل) فضلا عن مجموعة فيوجن القابضة وشركة "جي بي أم" وغيرهم.
وتناولت الجلسة الأولى أبرز التطورات التي طرأت على صعيد التحول الكهربائي في قطاع النقل العام، واستراتيجية المركبات ذاتية القيادة في دولة قطر والتي تتمحور رؤيتها بتعزيز قطاع النقل العام من خلال تنويع وسائل التنقل الذكي، فضلا عن المساهمة في صنع بيئة تنقل ذكية وآمنة متكاملة متاحة للجميع ومستدامة من خلال اعتماد الحداثة والتجديد وتأمين البنية التحتية وتعزيز الاتصال الشبكي لتبادل البيانات.
واستعرضت الجلسة أبرز الإسهامات التي قدمتها المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء، من خلال إعداد استراتيجية قطر لشحن المركبات الكهربائية والبنية التحتية الخاصة بها لتكون النواة لقانون تنظيم تركيب وتشغيل محطات شحن المركبات الكهربائية لاحقا، وذلك من خلال البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد" وبالتعاون مع اللجنة المشتركة لتسيير استراتيجية التحول إلى النقل المستدام بدولة قطر.
ونوهت بإنجازات محطات الشحن الكهربائي خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي أنجز فيها أكثر من مئة شاحن في جميع أنحاء قطر للمساهمة في تفعيل أول بطولة عالمية محايدة للكربون، فضلا عن إنجاز محطة جليعة لشحن مركبات البطولة ونقل كبار الشخصيات والفرق بالمركبات الكهربائية، إضافة إلى توفير محطات شحن بكافة ملاعب البطولة.
كما أشارت الجلسة النقاشية الأولى إلى المواقف الموزعة في مدينة مشيرب العقارية كمدينة ذكية تحظى بابتكارات مميزة وتضم إشارات في التقاطعات ومسارات مخصصة للمشاة ومناسبة لركوب الدراجات الهوائية.
وتطرقت إلى برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام الذي يركز على تطوير بنية تحتية حديثة ومستدامة وداعمة للحافلات والمركبات الكهربائية، وخاصة أن البرنامج يتضمن المرافق والمنشآت وهي: محطات الحافلات ومستودعات الحافلات ومعدات الشحن الكهربائي.
وكشفت عن تفاصيل مشروع ربط وسائل النقل العام في دولة قطر "صلة" ودوره في تعزيز الاستدامة والتشجيع على استخدام وسائل النقل العام الصديقة للبيئة والتقليل من استخدام البلاستيك عن طريق توحيد بطاقات النقل العام وتوفير خيارات صديقة للبيئة.
أما بالنسبة لتطبيق سياسة استخدام وقود الديزل النقي، فناقشت الجلسة أبرز الأهداف الرئيسية التي ترتبط بالمساهمة في خفض حجم الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة والمحافظة على التوازن الاقتصادي والبيئي وتحقيق الاستدامة البيئية.
وعن السياسات الممثلة بتشجيع استخدام المركبات الكهربائية والهجينة، أكد المشاركون خلال الجلسة، أن وزارة المواصلات اتخذت عدة إجراءات كجزء من استراتيجية تحقيق التحول في منظومة النقل (العام والخاص) إلى الطاقة النظيفة، تتمثل بالتعاون مع الجهات المعنية لوضع المواصفات والمعايير وسياسة الدولة للمركبات الكهربائية والهجينة، وتحديد مواقع لتركيب شواحن كهربائية على مستوى الدولة وتشجيع وتوعية وتقديم الحوافز للتحول من مركبات التحول الاحتراق الداخلي إلى المركبات الكهربائية، وإلزامية تركيب شواحن كهربائية في المرافق العامة.
==========================
30 مخططا لتطوير شبكة النقل بطول 540 كم
ناقشت الجلسة الثانية الرؤية والأهداف الاستراتيجية للنقل البري في دولة قطر والتي تعد بمثابة نظام نقل متكامل ومستدام يدعم الاقتصاد وجودة حياة أفضل لجميع شرائح المجتمع مع الحفاظ على الهوية الوطنية، حيث إن الأهداف الاستراتيجية تكمن بتوفير نظام نقل مستدام ومتكامل وفعال يتميز بالسلامة والأمن والحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، ودعم التنمية الاقتصادية ورفع مستوى جودة الحياة.
وتحدثت عن الخطط المستقبلية لمسألة التوسع في النقل المستدام والصديق للبيئة، من أجل الوصول إلى 30 مخططا لتطوير شبكة النقل العام الرئيسية بطول 540 كم، والتوسع في تغطية الخطوط الحالية للمترو، وخطط توفير الحافلات الكهربائية ذاتية القيادة، وخطط تطبيق الشواحن الكهربائية اللاسلكية.
وتطرقت الجلسة الثانية إلى مشروع /اركن وتنقل/ الذي يوفر مرافق ومواقف حديثة ذات كفاءة عالية تتوزع على مناطق جغرافية رئيسية وحيوية في الدولة بجانب محطات المترو، حيث يهدف المشروع إلى تشجيع استخدام وسائل النقل العامة والحديثة والمستدامة والمساهمة في انسيابية الحركة المرورية وتقليل الازدحامات وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير الدعم اللازم لشبكة النقل العام وعمليات تشغيل مترو الدوحة.
وعن البنية التحتية لمشروع التاكسي المائي، أكد المتحدثون خلال الجلسة أنه تم إنجاز عمل البنية التحتية لمشروع التاكسي المائي في نهاية عام 2022 فشملت المرحلة الأولى من المشروع ثلاث محطات جاهزة للتشغيل منها: محطة لوسيل ومحطة اللؤلؤة ومحطة الكورنيش، وتم تزويد محطات العبارات البحرية بشواحن كهربائية مخصصة للعبارات كجزء من تنفيذ استراتيجية التحول إلى الطاقة النظيفة.
وفيما يخص ملف المركبات الكهربائية والانبعاثات الصفرية، أفادت الجلسة أنه خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أدخلت شركة مواصلات "كروة" 850 حافلة كهربائية عديمة الانبعاثات، وارتفع عدد الأسطول إلى 909 حافلات كهربائية تستخدم جميعها في خدمات النقل العام ومترولينك.
من جانبها، سلطت الجلسة الثالثة التي كانت بعنوان "القطاع الخاص: مساهمة فاعلة في تطوير منظومة النقل والمواصلات"، الضوء على أبرز مساهمات القطاع الخاص بتطوير قطاع النقل في الدولة عبر مشاريع وبرامج ومبادرات عدة.