أظهرت نتائج دراسة مقارنة أجرتها "لوسيل"، أن أسعار الدواء في دولة قطر هي الأعلى في المنطقة، وتراوحت نسب الارتفاع لثلاثة أدوية لأمراض مزمنة خضعت للدراسة بين 37 % الى 45 %.
وفي مقارنة للأسعار المحلية مع دول مجلس التعاون الخليجي، بلغت نسبة ارتفاع دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري في دولة قطر مقارنة مع أقل سعر في دول الخليج 43 بالمائة، فيما بلغت نسبة ارتفاع دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط في دولة قطر مقارنة مع اقل سعر في دول مجلس التعاون 37 بالمائة، أما دواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول فقد بلغت نسبة الارتفاع في دولة قطر مقارنة بأقل سعر في دول التعاون الخليجي 45 بالمائة.
وشملت الدراسة الأسعار في كل من قطر والسعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والأردن ومصر.
وأما الأدوية التي خضعت لدراسة المقارنة فهي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري، ودواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول.
الأسعار بالريال القطري
جاءت الأسعار المحلية للأدوية على النحو التالي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 24 ريالا، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 33 ريالا، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 96 ريالا.
وفي المملكة العربية السعودية جاءت الأسعار على النحو التالي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 17 ريالا، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 29 ريالا، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 77 ريالا.
وفي دولة الإمارات جاءت الأسعار على النحو التالي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 20 درهما، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 22 درهما، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 55.6 درهم.
وفي سلطنة عمان جاءت الأسعار على النحو التالي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 2 ريال عماني ما يعادل (19 ريالا قطريا)، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 2.20 ريال عماني، ما يعادل
( 20.8 ريال قطري)، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 5.7 ريال عماني، ما يعادل (53.9 ريال قطري).
وفي دولة الكويت جاءت الأسعار على النحو التالي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 1.16 دينار كويتي ما يعادل (13.75 ريال قطري)، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 2.37 دينار كويتي، ما يعادل ( 28.07 ريال قطري)، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 7.58 دينار كويتي، ما يعادل (89.77 ريال قطري).
وفي مملكة البحرين جاءت الأسعار على النحو التالي بالريال القطري: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 22 ريالا، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 30 ريالا، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 89 ريالا.
وفي المملكة الأردنية جاءت الأسعار على النحو التالي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 2.5 دينار ما يعادل (13 ريالا قطريا)، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 4.25 دينار، ما يعادل (22 ريالا قطريا)، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 12 دينارا، ما يعادل ( 61.5 ريال قطري).
وفي مصر جاءت الأسعار على النحو التالي: دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري 35 جنيها ما يعادل (4.12 ريال قطري)، دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 51 جنيها، ما يعادل (6 ريالات قطرية)، ودواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول 212 جنيها، ما يعادل ( 25 ريالا قطريا).
وفي مقارنة ايضا شملت علاجا للقلق والتوتر والاكتئاب المعروف باسم cipralex 20 mg، بلغ سعر العبوة محليا 162 ريالا، في حين بلغ سعرها في السعودية 129 ريالا، وفي البحرين 150 ريالا وفي الأردن ما يعادل 118 ريالا وفي مصر ما يعادل 41 ريالا وتعذر الحصول على سعر نفس العلامة التجارية في باقي دول مجلس التعاون وبلغت نسبة الارتفاع في قطر مقارنة مع السعر الاقل في السعودية 20%.
نسب الارتفاع الأدنى والأعلى
وفي مقارنة للأسعار بين دول مجلس التعاون الخليجي، بلغت نسبة ارتفاع دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري في دولة قطر مقارنة مع أقل سعر في دول الخليج 43 بالمائة، فيما بلغت نسبة ارتفاع دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط في دولة قطر مقارنة مع اقل سعر في دول مجلس التعاون 37 بالمائة، أما دواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول فقد بلغت نسبة الارتفاع في دولة قطر مقارنة بأقل سعر في دول التعاون الخليجي 45 بالمائة.
وفي مقارنة لأسعار الأدوية الثلاثة مع المملكة الاردنية جاءت الأسعار على النحو التالي: بلغت نسبة ارتفاع دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري في دولة قطر مقارنة مع الاردن 46%، فيما بلغت نسبة ارتفاع دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 33%، أما دواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول فقد بلغت نسبة الارتفاع 36%.
وفي مقارنة لأسعار الأدوية الثلاثة مع جمهورية مصر جاءت الأسعار على النحو التالي: بلغت نسبة ارتفاع دواء GLUCOPHAGE 500 tablet لعلاج السكري في دولة قطر مقارنة مع مصر 83%، فيما بلغت نسبة ارتفاع دواء CONCOR 30 tablet لعلاج الضغط 82%، أما دواء CRESTOR 10mg 28 tablet لعلاج الكوليسترول فقد بلغت نسبة الارتفاع 74 %.
خبراء: ضرورة التوسع في توطين صناعة الدواء
أكد خبراء على توفر كافة مقومات نجاح صناعة دوائية محلية متطورة من شأنها أن تسهم في توطينها.
وقالوا لـ "لوسيل": "لابد من المضي قدما في تأسيس صناعة دوائية محلية تلبي احتياجات السوق وتنطلق إلى التصدير ايضا".
كما أشاروا إلى إمكانية استقطاب شراكات عالمية وإقليمية في هذا المجال من خلال الشراكة مع أشهر شركات الأدوية العالمية واستقطابها لبناء صناعة دوائية محلية تنطلق إلى كافة أنحاء العالم، لتصبح قطر رائدة في الصناعة الدوائية إقليميا وعالميا، مؤكدين أن تشجيع الاستثمار في الصناعات الدوائية من شأنه أن يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي.
الخاطر: ضرورة معرفة الأسباب التي تقف وراء هذه الفروقات
إلى ذلك علق الخبير الاقتصادي عبدالله الخاطر قائلا " من خلال الأرقام التي خلصت لها نتائج الدراسة لابد من الاشارة هنا إلى ضرورة معرفة الأسباب التي تقف وراء هذه الفروقات السعرية والتي سجلت نسبا مرتفعة خليجيا واقليميا، وكذلك دراسة ان كان هناك احتكار لبعض العلامات والماركات التجارية".
وتابع قائلا: "لا شك أن حجم السوق الدوائي في قطر كبير جدا مقارنة مع مستوى الخدمات الصحية المتطورة التي تقدمها، بالتالي هذا يسهم في زيادة الطلب على الادوية وعليه لا بد من مشاريع دوائية مستدامة في السوق المحلي من خلال التوسع في الصناعات الدوائية المحلية واستقطاب شراكات عالمية مشهورة في هذا المجال في ظل توفر كل عناصر النجاح من بيئة استثمارية جاذبة ومقومات وبنية تحتية صحية وحجم انفاق كبير على القطاع الصحي.
ملاح: قطر قادرة على أن تمتلك صناعة دوائية رائدة ومنافسة
ويقول الخبير الاقتصادي مراد ملاح، إن اهم عوامل نجاح الصناعات في اي بلد وجود البنية التحتية والتشريعية بالإضافة إلى التمويل اللازم لإنشاء تلك الصناعات والاهم وجود الرغبة الحقيقية لدى أصحاب القرار وهو ما يتوافر بكامل عناصره في دولة قطر.
وبين أن الصناعة الدوائية من الصناعات المهمة وأن الفرصة مهيأة في قطر لإنشاء صناعات دوائية على غرار التطور الكبير الذي شهدته الصناعات الغذائية وغيرها من الصناعات، بالتالي يمكن توطين صناعة دوائية فعالة يكون لها حضور دولي لما تتمتع به دولة قطر من مميزات عديدة تؤهلها لذلك.
وأوضح مراد أن هناك دورا كبيرا على القطاع الخاص في أخذ زمام المبادرة والمضي قدما في إنشاء وتأسيس مصانع ذات إمكانيات عالية، مشيرا إلى أن هناك أيضا دورا على الجانب الرسمي ألا وهو تقديم الدعم اللوجستي والمعنوي، بالإضافة إلى التسهيلات الأخرى المطلوبة.
وبين أن قطر قادرة على ان تمتلك صناعة دوائية رائدة ومنافسة على المستوى العالمي إذ إنها تمتلك الإمكانيات الهائلة والأساسية التي تؤهلها للدخول إلى هذه الصناعة بكل قوة وبشكل مؤهل وعلى مستوى عال من التجهيزات والتكنولوجيا العالية والمتطورة على المستوى العالمي.
فخرو: لابد من إعادة النظر بأسعار الأدوية
بدوره علق المواطن خالد فخرو قائلا: "لا شك أن أسعار الدواء مرتفعة محليا مقارنة بدول مجلس التعاون على وجه الخصوص وأنا هنا أتحدث عن تجربة شخصية، لافتا الى ضرورة إعادة النظر في الاسعار وتوفير المزيد من البدائل للتخفيف من الأعباء على السكان عموما".
وقال إن الفرق في الاسعار بحسب الارقام التي تضمنتها الدراسة كبير جدا ونأمل ايضاح اسباب هذه الزيادة في الاسعار وهل هي مبررة ام لا؟.. مضيفا " نأمل ان تتوسع الصناعة الدوائية في قطر خاصة وان القطاع الصحي العام والخاص يستهلك كميات كبيرة جدا من الادوية في ظل تطور الخدمات الصحية بالتالي الاستثمارات المحلية هي الاولى بحصد حصة من هذا الانفاق".
مناخ أعمال تنافسي وبنية تحتية طبية شاملة
توقعت دراسة حديثة لوكالة ترويج الاستثمار في قطر، أن تشهد الصناعة الدوائية في قطر نموا ملحوظا في الأعوام المقبلة،
مدفوعا بما توفره من مناخ أعمال تنافسي وبنية تحتية طبية شاملة، واستثمارات في عمليات البحث والتطوير، الأمر الذي سيوفر فرصا مجزية للمستثمرين في هذا القطاع والجهات المعنية في جميع أنحاء العالم جراء التوقعات بنمو سوق الأدوية بنسبة 165.2 بالمائة بين عامي 2020 و2030.
وقالت الدراسة إنه بالرغم من التحديات الكبيرة التي شكلتها جائحة "كوفيد - 19" أمام أنظمة الرعاية الصحية في العالم،
والتي شملت الصناعة الدوائية، أظهرت دولة قطر مرونة فائقة وقدرة ملحوظة على التعامل مع الجائحة وعلى التكيف مع ظروف خروج العالم تدريجيا من هذه الأزمة غير المسبوقة.
وأشارت الدراسة الى أن قطر تجسيدا لالتزامها بتوفير خدمات عالمية المستوى، تتصدر الإنفاق على الرعاية الصحية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بــ 1,827 دولار. حيث تصنف قطر ضمن أفضل ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فيما يتعلق بمنشآتها الصحية.
سوق صناعة الأدوية العالمي
على الصعيد العالمي، ذكرت وكالة ترويج الاستثمار، أن صناعة الأدوية شهدت طفرة خلال الحقبة التي أعقبت جائحة كوفيد - 19، وظهر ذلك جليا في العدد القياسي لصفقات الأدوية الحيوية، والاستثمارات الكبيرة في أنظمة الرعاية الصحية. وقد حظي هذا التوجه بالاهتمام في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشكل صناعة الأدوية مرحلة جديدة لها.
ورأت أن سوق الأدوية يسير في مسار تصاعدي، حيث شهد عام 2020 قفزة كبيرة في عدد الأدوية الحيوية، بزيادة ملحوظة بلغت 107 بالمائة، مقارنة بعام 2018، كما سجل الإنفاق على البحث والتطوير ارتفاعا كبيرا، وصل إلى 189 مليار دولار في 2020.
وقالت الوكالة: إن هذا النمو المتوقع يشير إلى التوسع المطرد في الصناعة الدوائية في أعقاب الجائحة، والاستثمارات الكبيرة في أنظمة الرعاية الصحية في العالم، مقدرة أن يصل سوق الأدوية إلى 2,051 مليار دولار بحلول عام 2025، بزيادة قدرها 70 بالمائة عن 2020.
وعلى نحو مماثل، فقد أشارت التوقعات السابقة إلى ارتفاع مبيعات الأدوية بنسبة 32 بالمائة ابتداء من عام 2020 لتصل إلى 181,1 مليار دولار عام 2024.
وسجل إجمالي الإنفاق في سوق صحة المستهلك في دول مجلس التعاون الخليجي ارتفاعا كبيرا ليصل إلى 9 مليارات دولار بسبب تركيز هذه الدول على مجالات الرعاية الصحية، وسهولة الوصول إلى الخدمات الرقمية الشخصية.
* لماذا يزداد الطلب على الأدوية ؟
رأت الدراسة أن من أبرز معالم سوق الأدوية في منطقة الشرق الأوسط، زيادة الطبقة الوسطى حيث يتوقع أن يصل عدد المنتمين إلى الطبقة الوسطى في العالم إلى 5.3 مليار شخص بحلول عام 2030، إضافة إلى نمو سوق الأدوية التي لا تحمل اسما تجاريا إذ بلغ حجم سوق الأدوية التي لا تحمل اسما تجاريا 390.6 مليار دولار في عام 2020، ويتوقع وصول حجمها إلى 574.6 مليار دولار بحلول عام 2030، فضلا عن ارتفاع نسبة أسعار الأدوية التي تصرف بموجب وصفات طبية إلى 35 بالمائة منذ عام 2014، ونمو الطب الشخصي المتوقع أن يصل حجم السوق فيه إلى 796.8 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.2 بالمائة حتى 2028.