
أكدت تقارير إعلامية فرنسية على مكانة باريس ضمن قائمة أكثر الوجهات استقطابا للمشروعات القطرية، وبالأخص شارع الشانزليزيه الذي تعد الدوحة المستثمر الأجنبي الأكبر فيه، بحجم استثمار بلغت قيمته 1.5 مليار يورو، وتوزع الاستثمارات القطرية في باريس على العديد من الصفقات العقارية الضخمة من بينها الاستحواذ على المبنى البارز 103 و 111 بصفقة بلغت قبل خمسة عشر عاما من الآن حوالي 440 مليونا وفقا للأرقام التي تم تداولها آن ذاك، بالإضافة إلى تملك مبنى رقم 52 في شارع الشانزليزيه، الذي كان سابقًا يضم متجر Virgin Megastore الشهير في 2012، وذلك مقابل 500 مليون يورو، ليتم تطويره لاحقا إلى مجمع حديث يضم متاجر فاخرة، ما رفع قيمته السوقية إلى أكثر من مليار يورو.
- نسب التملك
وبينت التقارير أنه وبعد أن كانت الصفقات القطرية في فرنسا تتركز في قطاعات الطاقة والرياضة والفندقة، اتجهت الأنظار نحو أكثر شوارع العاصمة الفرنسية باريس شهرة، وهو شارع الشانزليزيه الذي بات خيارا رئيسيا بالنسبة للمستثمرين القطريين في قارة أوروبا، حيث تشير التقديرات إلى أن 20 % من واجهات المباني الفاخرة فيه مملوكة للمستثمرين القطريين، وذلك بشكل كلي أو جزئي، حسب ما نشرته جريدتا « le monde « و « Les Échos «، اللتان كشفتا أن الجهات القطرية تملك أكثر من 390 مترًا من الواجهات العقارية من أصل نحو 1.3 كيلومتر طول الشارع بأكمله.
- حجم الأرباح
وقدرت التقارير نسبة الأرباح القطرية السنوية الخاصة باستثمارات قطر في شارع الشانزليزيه بحوالي 6 % من أصل إجمالي المشروعات المجسدة في قلب العاصمة الفرنسية، أي ما تتراوح قيمته بين 90 و 100 مليون يورو، وهي نسبة عالية بالنظر إلى استقرار الأسواق الباريسية وطابعها الفاخر، مؤكدة على أن الفوائد من الاستثمارات في باريس ليست مادية فحسب بل رمزية وإستراتيجية أيضا فامتلاك مساحات بهذه الأهمية في شارع الشانزليزيه يمنح أكبر في المشهد الفرنسي بمختلف قطاعاته.
- محفزات الاستثمار
وأكدت تقارير إعلامية صادرة عن جهات في فرنسا النمو الاستثماري الكبير للدوحة في العاصمة باريس، وبالذات في شارع الشانزليزيه الذي أصبح اليوم المقصد الرئيسي لأصحاب المال القطريين الممثلين لمختلف الجهات الحكومية والخاصة، مبينين أهم عوامل جاذبية الشانزليزيه بالنسبة للمستثمرين القطريين، وأهمها ارتفاع الإيجارات وعائدات رأس المال، إذ تعد المنطقة من الأغلى في العالم من حيث العائد الإيجاري للمتر المربع الواحد، إذ تصل الإيجارات السنوية في بعض المواقع إلى 17,000 يورو للمتر المربع، ما يعني أن عقارًا بمساحة 1,000 متر يمكن أن يدر أكثر من 17 مليون يورو سنويًا من الإيجارات فقط.
وأشارت التقارير إلى أن قطر ما تزال ترى في الشانزليزيه أصلاً استثماريا طويل الأمد، خصوصا مع استقرار سوق العقارات الفاخرة في باريس وارتفاع الطلب من العلامات التجارية الكبرى على المواقع المميزة، ومع إعلانها قبل عام من الآن نيتها استثمار نحو 10 مليارات يورو في الاقتصاد الفرنسي في الفترة الممتدة من 2024 إلى 2030، في مجالات تشمل الطاقة والذكاء الاصطناعي والصحة والسياحة والثقافة.