All News
All Companies
العربية
All News /
التعاون والعلاقات الدولية
3 اتفاقيات تجارية كبرى تؤكد نمو الحضور الاقتصادي للأرجنتين في قطر
2025-12-11

3 اتفاقيات تجارية كبرى تؤكد نمو الحضور الاقتصادي للأرجنتين في قطر

 الدوحة - لوسيل

أرست الشراكة بين دولة قطر وجمهورية الأرجنتين في إطار برنامج الأعوام الثقافية الأساس لعلاقة اقتصادية أعمق بين البلدين. وقد تجسّد هذا الأساس جليًا هذا العام من خلال ثلاث اتفاقيات تجارية كبرى أُعلن عنها خلال زيارة وفد رفيع المستوى برئاسة سعادة السيد هيرنان لومباردي، وزير التنمية الاقتصادية لمدينة بوينس آيرس، وبمشاركة أوغستو أرديليس، وكيل الوزارة لشؤون الاستثمار. وتشكل هذه الاتفاقيات محطة مفصلية في تنامي الحضور التجاري للأرجنتين في قطر، وتعكس الزخم الذي أحدثته المشاركة المؤسسية المستدامة في إطار برنامج الأعوام الثقافية.

وقال سعادة السيد محمد الكواري، سفير دولة قطر السابق في المكسيك والمستشار المختص بشؤون أمريكا اللاتينية في مبادرة الأعوام الثقافية: لقد أظهرت مبادرة الأعوام الثقافية أن التبادل الثقافي يشكّل أساسًا للثقة والتفاهم وبناء شراكات اقتصادية مستدامة. إن تنامي الحضور التجاري للأرجنتين في قطر، الذي نشهده من خلال هذه الاتفاقيات، هو نتيجة مباشرة للعلاقات التي بُنيت خلال العام الماضي، ودليل حي على قدرة الدبلوماسية الثقافية على تمهيد الطريق أمام الاستثمار والابتكار الهادفين.

وسيتم افتتاح مكتب لوكالة ترويج الاستثمارات والتجارة الخارجية لمدينة بوينس آيرس في الدوحة عام 2026، في خطوة تجسد أول تمثيل رسمي لمدينة بوينس آيرس في منطقة الخليج، وتؤسس منصة دائمة لتعزيز التجارة وجذب الاستثمارات.

وفي إشارة إلى متانة مسار التعاون المستقبلي، جرى توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين مركز قطر للمال، بوصفه أحد أبرز المراكز المالية والتجارية المحلية في المنطقة، ووزارة التنمية الاقتصادية في بوينس آيرس، وقّعها الوزير هيرنان لومباردي، بهدف إنشاء قنوات استثمار ثنائية أكثر قوة، وتطوير آليات دعم جديدة للشركات الأرجنتينية الراغبة في دخول أسواق الخليج.

صرّح يوسف محمد الجيدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، في تعليقه على هذه الشراكة، قائلًا: ترتكز هذه المذكرة على أكثر من خمسين عامًا من أسس الشراكة المتينة بين دولة قطر وجمهورية الأرجنتين، وتشكل خطوة نوعية نحو تعزيز التعاون المنظّم والفعّال بين مركز قطر للمال ووزارة التنمية الاقتصادية في مدينة بوينس آيرس، بما يؤكد التزامنا المشترك بتمكين نمو الأعمال. ومن خلال هذه المذكرة، نعمل على ترسيخ بيئة أكثر دعمًا تتيح للشركات التوسع عبر الحدود من خلال تسهيل دخول الأسواق وتفعيل آليات المساندة المتبادلة

وفي هذا الإطار، تتجه شركات أرجنتينية متخصصة في التقنيات الحيوية، وتقنيات الصحة، والوسائط المتعددة، والذكاء الاصطناعي التطبيقي نحو تأسيس أعمال لها في قطر عبر مركز قطر للمال، بما يعمّق حضور الأرجنتين في منطقة مجلس التعاون الخليجي.

وقال سعادة السيد هيرنان لومباردي: تعكس هذه الاتفاقيات الثقة التي يضعها فريقنا في بوينس آيرس بدولة قطر بصفتها شريكًا استراتيجيًا للابتكار والاستثمار والتعاون طويل الأمد. إن تأسيس مكتب وكالة ترويج الاستثمارات والتجارة الخارجية لمدينة بوينس آيرس في الدوحة وتعميق روابطنا المؤسسية عبر مركز قطر للمال يفتح فصلًا جديدًا أمام الشركات الأرجنتينية الساعية إلى تحقيق الحضور في منطقة الخليج. ونتطلع إلى البناء على هذا الزخم وخلق فرص ملموسة تعود بالنفع على اقتصادي البلدين.

الدبلوماسية الثقافية محفّزًا للفرص الاقتصادية

لطالما حظيت مبادرة الأعوام الثقافية بالاحتفاء بوصفها نموذجًا للدبلوماسية الثقافية، إلا أنها باتت اليوم تلعب دورًا متزايد الأهمية كمحرّك للنمو الاقتصادي. ففي عام 2025، أدت المبادرة دورًا حاسمًا في رسم مسارات جديدة للتعاون، عبر إتاحة حوارات مباشرة ومتكررة بين المبتكرين في الأرجنتين ومؤسسات الأعمال والمؤسسات الحكومية والقطاع المالي في قطر. ومن خلال لقاءات منسّقة وفعاليات متخصصة وتواصل مؤسسي مستمر أسهمت المبادرة في خلق مناخ من الثقة سرّع وتيرة تبلور العلاقات الاقتصادية الثنائية.

الجسور الثقافية تغدو بوّاباتٍ تجارية

من خلال تنسيق الجهود بين مبادرة الأعوام الثقافية ووزارة التجارة والصناعة القطرية، شاركت الأرجنتين هذا العام في عدد من أبرز الفعاليات التجارية في قطر، ما أسهم في ترسيخ التبادل الثقافي كنقطة انطلاق حقيقية للفرص الاستثمارية. وقد سلّط وفد الأرجنتين الضوء على منتجات الأغذية والمشروبات ذات الطابع الصحي، وتقنيات فهم سلوك العملاء، والابتكار في مجالات الوسائط المتعددة، وهي قطاعات تتواءم مع الطلب المتزايد في قطاعات الضيافة والصناعات الإبداعية سريعة النمو في قطر.

الأعوام الثقافية رافعة للنمو الاقتصادي

هذه الاتفاقيات التجارية الكبرى الثلاثة التي تشهدها المرحلة الراهنة مذكرة التفاهم، وافتتاح مكتب وكالة ترويج الاستثمارات والتجارة الخارجية لمدينة بوينس آيرس، والتوسّع المحتمل للشركات الأرجنتينية في سوق دول مجلس التعاون عبر قطر تُبرز قدرة الدبلوماسية الثقافية على إحداث أثرٍ ملموسٍ في قطاع الأعمال.

ومن خلال تحويل ما نتشاركه من نوايا ثقافية حسنة إلى مسارات أعمال واضحة، تعزّز مبادرة الأعوام الثقافية مكانة قطر كمركز عالمي للابتكار والتنويع الاقتصادي. وفي الوقت ذاته، تتيح للأرجنتين، ولسائر الدول الشريكة في هذا البرنامج، مسارًا مباشرًا إلى أحد أكثر أسواق الشرق الأوسط حيوية.

ومع دخول شركات جديدة إلى السوق القطرية، وافتتاح مؤسسات جديدة في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات رفيعة المستوى، أثبتت مبادرة الأعوام الثقافية أن الثقافة تمثّل قوة فاعلة للنمو الاقتصادي المشترك.

Source: Lusail News