اختتم مركز قطر للتطوير المهني، من إنشاء مؤسسة قطر، النسخة السادسة من مبادرة القرية المهنية الرائدة في مجال الاستكشاف المهني، والتي نظمها على مدار ثلاثة أيام بشراكة استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة العمل. وشهدت الفعالية مشاركة 2058 طالبًا وطالبة من 125 مدرسة عامة وخاصة، أُتيحت لهم فرصة التواصل مع أكثر من 200 مرشد مهني وأكاديمي، ولقاء محترفين من 37 جهة تمثل أبرز مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص المنضوية ضمن 13 قطاعًا رئيسيًا في الاقتصاد القطري.
وأكدت القرية المهنية اليوم مكانتها كواحدة من أبرز المنصات الوطنية للتعلم المهني التجريبي، إذ وفرت للطلبة تجارب واقعية في مجالات متنوعة بما في ذلك القطاع الأمني، وقطاعات الإدارة العامة والحكومية، والملاحة الجوية وعلوم الطيران، والتكنولوجيا، والتعليم، والمال والاستثمار والمصارف، والطاقة، والصناعة والبيع بالتجزئة، والنقل والخدمات اللوجستية، والطب، والعمل الإنساني والاجتماعي، والإعلام والعلاقات العامة، والسياحة والضيافة. وتأتي الفعالية ضمن جهود المركز الرامية إلى رأب الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، دعمًا لاستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024 2030) ورؤية قطر الوطنية 2030 اللتين تركزان على إعداد أجيال مؤهلة لإرساء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة.
وفي ذات الإطار، شهد اليوم الختامي من الفعالية تنظيم جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان من التوجيه إلى التوظيف: دور الإرشاد الأكاديمي في دعم توجه الطلبة نحو القطاع الخاص ، تناولت أبرز القضايا والتحديات المتعلقة بتوطين الوظائف في القطاع الخاص. وتبرز أهمية هذه الجلسة في أعقاب صدور القانون رقم (12) لسنة 2024 بشأن تشجيع توطين الوظائف في هذا القطاع الهام. وحضر الجلسة أكثر من 75 مرشدًا أكاديميًا ومهنيًا من مختلف المدارس في الدولة، إلى جانب ممثلين من وزارة العمل، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والبنك التجاري القطري، بالإضافة إلى خريجة شابة من إحدى برامج التدريب المهني التحقت بالعمل بالقطاع الخاص في مجال السياحة والضيافة. وركزت النقاشات كذلك على أهمية دور الإرشاد الأكاديمي والمهني المُخصص كمنطلق أساسي في تفعيل جهود التوطين.
ويجدر بالذكر أن فعالية القرية المهنية بأيامها الثلاثة شهدت إقبالًا واسعًا من الطلبة على الانخراط بالأنشطة التفاعلية وورش العمل، وتجارب المحاكاة، وجلسات الإرشاد المهني. كما أقبلوا على لقاء المحترفين الحاضرين من مختلف القطاعات ليستفسروا منهم حول فرص التدريب والتأهيل، ويتعرّفوا على متطلبات سوق العمل المتنوعة. ومنذ انطلاقها في عام 2017، ساهمت القرية المهنية حتى يومنا هذا في إرشاد أكثر من 12 ألف طالب وطالبة، ما يرسّخ مكانتها كركيزة أساسية ضمن استراتيجية مركز قطر للتطوير المهني لإعداد كوادر وطنية مؤهلة قادرة على مجابهة متطلبات اقتصاد المستقبل.