
العملة المشفرة تقترب من أول تراجع سنوي منذ 2022
مباشر- أحمد سليمان- شهدت أسعار البيتكوين في 2025 العديد من التقلبات إذ بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق في وقت سابق من العام الجاري، وسط احتمالات بتحقيق أول تراجع سنوي لها منذ 2022، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".
وأرجع العديد من الخبراء والمحللين هذه التقلبات إلى تأثر البيتكوين، بتحركات سوق الأسهم الأمريكية، والسياسات النقدية للحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى المخاوف المرتبط بفقاعة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي وقفزة أسعار الذهب.
وبلغ سعر البيتكوين، اليوم الثلاثاء، نحو 90,500 دولار أمريكي، متراجعاً بنسبة 29% تقريباً من أعلى مستوياته على الإطلاق.
صعود ترامب والرسوم الجمركية
ارتفعت أسعار البيتكوين بقوة في بداية العام، وسط موجة تفاؤل أعقبت انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المعروف بدعمه للعملات الرقمية، إلا أن سياسته الاقتصادية أثرت بشكل ملحوظ على الأسواق، وفي مقدمتها العملات الرقمية، إذ أسفرت قراراته بفرض رسوماً جمركية جديدة، في أبريل/نيسان، عن تراجع كبير في سعر البيتكوين، قبل أن تقلص خسائرها، مسجلة مستوى قياسياً جديداً فوق 126 ألف دولار في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
لكن هذا الصعود لم يدم طويلاً، إذ أعلن ترامب مجدداً عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية وهدد بفرض قيود على تصدير برمجيات حساسة، ما أثار موجة بيعية تجاوزت قيمتها 19 مليار دولار في المراكز ذات الرافعة المالية، وهي الأكبر في تاريخ سوق العملات الرقمية.
الذهب يستعيد بريقه ويضغط على البيتكوين
ساهم صعود الذهب في الضغط على البيتكوين خلال الأيام الماضية، إذ أدى تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة التقليدية إلى خروج السيولة من الأصول عالية المخاطر.
وتشير تقارير من "بلومبرغ" و "رويترز " إلى أن صندوق SPDR Gold Shares ، وهو أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب، شهد تدفقات إيجابية قوية خلال شهر مارس/آذار، بينما شهدت صناديق العملات المشفرة المتداولة خروجًا للسيولة، حيث تخطّت أونصة الذهب حاجز 3,000 دولار في منتصف مارس/آذار، في مؤشر إلى تزايد الطلب على المعدن كملاذ آمن في ظل ضبابية الأسواق.
وقفزت أسعار إلى مستويات قياسية الشهر الجاري، إذ اقتربت من 4,254.93 دولار للأونصة.
ارتباط بسوق الأسهم
أظهرت تراجعات أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول تزايد الارتباط بين البيتكوين وأسواق الأسهم، خصوصاً أسهم الذكاء الاصطناعي، وتعرضت لضغوط وسط مخاوف من دخول تقييماتها منطقة الفقاعة.
وعلى الرغم من أن البيتكوين والأسهم لم يكونا يتحركان تاريخيًا في الاتجاه نفسه، باعتبار العملات المشفّرة استثمارًا بديلًا، فإن التبنّي الأوسع للعملات الرقمية من جانب المستثمرين الأفراد وبعض المؤسسات عزز هذا الارتباط.
حساسية مرتفعة تجاه الفائدة
أصبحت العملات المشفرة أكثر تأثراً بمسار أسعار الفائدة، رغم عدم وجود سجل تاريخي حاسم يربط ارتفاع البيتكوين بخفض الفائدة. ومع ذلك، يميل السوق إلى التفاعل إيجابًا مع أي إشارات على تيسير السياسة النقدية من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
انقلاب التوقعات
وضع المتداولون، في نهاية الأسبوع الماضي، احتمالاً بنسبة 15% بإغلاق البيتكوين العام دون مستوى 80 ألف دولار، مقابل 20% في الأسابيع السابقة، ما شكل خيبة أمل واضحة للمستثمرين المتفائلين، وعلى رأسهم مايكل سايلور، المؤسس المشارك لشركة "مايكروستراتيجي"، أكبر شركة مالكة للبيتكوين في العالم، الذي كان يتوقع، حتى الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول، تسجيل العملة الرقمية مستوى 150 ألف دولار العام الجاري. كما رجحت تقارير "ستاندرد تشارترد" ارتفاع البيتكوين إلى 200 ألف دولار بنهاية 2025.
لكن اللهجة تغيرت لاحقاً، إذ حذر فونغ لي، الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروستراتيجي"، الشهر الماضي، من احتمال دخول السوق في "شتاء طويل"، فيما خفض "ستاندرد تشارترد" توقعاته إلى تراجع البيتكوين دون 100 ألف دولار.